شرح قصيدة اراك عصي الدمع كاملة مع المعاني ، قصيدة أراك هي من القصائد الشعرية للشاعر أي فراس الحمداني، والتي تنظم أبياتها ووزنها تبعاً للبحر الطويل، وهو الشاعر الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني من مواليد سنة 230 هجري، من مدينة الموصل في العراق، وكنيته أبي فراس، نشأ وترعرع في بيت زوج أخته سيف الدولة الحمداني، درس واستقر في مدينة حلب، ولكنه وقع في اسر الروم، وقال في هذا الاسر العديد من القصائد الشعرية الشهيرة والتي تسمى بالروميات والي عاتب من خلالها سيف الدولة للتباطؤ في فديته واخراجه من أسر الروم وهي من أصدق القصائد الشعرية الانسانية وأروعها منها صاحب لما أساء وقصيدة تفر دموعي بشوقي اليك وقصيدة اما يردع الموت أهل النهي وقصيدة تساقط الثلج، والتي عبر من خلالهم عن المشاعر الانسانية وطبيعتها واستطاعت هذه القصائد ان تدرس في العديد من المدراس والجامعا في العديد من بلدان الوطن العربي لما تتضمنه من بلاغة نحوية وابداع في التعبير عن المشاعر الصادقة
شرح قصيدة اراك عصي الدمع كاملة مع المعاني
يبدأ الشاعر قصيدته في البيت الأول بالفخر والاعتداد بالنفس، أثناء وقوعه في الأسر عند الروم، حيث قام الروم بأخذ أسلحة الجميع باستثناء أبي فراس الحمداني:
أرَاكَ عَصِيَّ الدَّمْعِ شِيمَتُكَ الصَّبْرُ أمَا لِلْهَوَى نَهْـيٌ عَلَيْكَ وَلا أمْرُ يكمل غزله بالفتاة، ويقوم بذكر مكانتها العظيمة في فؤاده كما يظهر جليّاً في الأبيات التالية: بَلَى أنَا مُشْتَاقٌ وَعِنْدِي لَوْعَةٌ وَلَكِنَّ مِثْلِي لا يُذَاعُ لَهُ سِرُّ إذَا اللَّيْلُ أضْوَانِي بَسَطتُ يَدَ الهَوَى وَأذْلَلْتُ دَمْعًا مِنْ خَلائِقِهِ الْكِبْرُ تَكَادُ تُضِيءُ النَّارُ بَيْنَ جَوَانِحِي إذَا هِيَ أذْكَتْهَا الصَّبَابَةُ وَالْفِكْرُ مُعَلِّلَتِي بالْوَصْلِ وَالموت دُونَهُ إذَا مِتُّ ظَمْآناً فَلا نَـزَلَ الْقَطْرُ حَفِظْتُ وَضَيَّعْـتِ الموَدَّةَ بَيْنَنَا وَأحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْوَفَاءِ لَكِ الْعُذْرُ
يكمل الشاعر قصيدته باستمرار الاعتزاز بنفسه، ويذكر لوعة حبه التي من شأنها أن تخفف من وطأة الاشتياق، إضافةً لذكره بعضا من صفاته وهي براعته وأخلاقه الحربيّة وعدم اتباعه لأسلوب الغدر بالعدو من خلال البيت التالي:
ولا أصبح الحي الخلوف بغارة ولا الجيش ما لم تأته قبلي النذر يوضّح في قصيدته أن أسره لم يكن ناجماً عن ضعفه، بينما كان دليلاً على مدى شجاعته في القتال وعدم هروبه مبتعداً عن الموت قائلاً:
أسرت وما صحبي بعزّلٍ لدى الوغي ولافرسي مهر و لاربه غمر لا يرى الموت مخيفاً بل هو وسيلة ليتم تخليد ذكره الحسن عبر العصور التالية من خلال قوله:
هو الموت فاختر ماعلا لك ذكره فلم يمت الإنسان ماحيي الذكر ينهي قصيدته مفتخراً بقومه جميعهم كما يظهر في البيت التالي: ونحن أناس لاتوسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
معاني كلمات قصيدة اراك عصي الدمع :
- عصي: شديد البأس قليل الدمع.
- شيمتك: خلقك وسجيتك.
- الهوى: الحب.
- لوعة: حرقة الشوق.
- أضواني: ضمني وأضعفني.
- بسطت: مددت.
- خلائقه: طباعه وصفاته.
- جوانحي: أضلعي.
- أذكتها: أشعلتها.
- الصبابة: شدة الشوق.
- معللتي: تلهيني وتعالج من علتي.
- الوصل: اللقاء.
- ظمآنا: العطش الشديد.
- القطر: المطر.
- قفر: هي الأرض الخالية والتي لا ماء فيها ولا بشر
- الوشاة: وهي النميمة والكذب في الكلام.
- شيَّد: بنى.
- أزرى: غيّر أحوالك واستهان بك.
- معاذ الله: أي أعوذ بالله.
- الدهر: الزمن والعُمر الطويل