هذا الشعر من قصيدة شرواني الثبيتي هوامش حذرة على أوراق الخليل
واليكم القصيدة كاملة
أَيَرْضَى الشِّعرُ أَنْ يَبْقى أَسِيراً ** تُعذّبهُ مُحاصرةُ الخليلِ
وأغلالُ الوليد أبي عبادةْ ** ويبقى كاهناً من عصر عَادْ
تلاشتْ في ملامحه الأمانِي ** فلا شقاء،
يلوح بناظريهِ ولا سعادةْ **تَمُرّ به الليالي وهي نشوى
فيهرب عن مسيرتها ** بعيداً
ويغرسُ مرفقيه على وسادةْ ** وترقص حوله الأفراح شوقاً
فيَرْتَسِمُ التعجّب في خطاه ** وتضحكُ في مُحيّاه البلادةْ
فينسى نفسَهُ ** وينسى عصرَهُ
ويقوم يتلو ** تراتيلَ التنطّعِ والزهادةْ
وينبشُ مقبرةً قديمةً ** ليُلْقِي في مسامعنا قصيداً **وشعراً قيلَ في "عام الرمادةْ"
أَفِيقُوا أيُّها الشُّعَراء إنَّا ** مَلَلْنَا الشِّعْرَ أغنيةً مُعادةْ
مَلَلْنَا الشِّعْرَ قيداً من حديدٍ ** مَلَلْنَا الشِّعْرَ كيراً للحدادةْ
مَلَلْنَا الشِّعْرَ عبداً للقوافي ** مَلَلْنَا الشِّعْرَ مسلوب الإرادةْ
مَلَلْنَا وصفَ كعب بن زهير** للون حمامة أكلتْ جرادةْ
ووقفةَ عنترة العبسي يوماً ** يُعاتبُ في رُبا نَجد جوادهْ
وأوهاماً يُصوّرُهَا لقيس ** شذا القيصوم في أردان غادةْ
نريدُ الشِّعرَ أَنْ يَنْزل إلَينا ** يُخاطِبُنَا
يُحلّق في سَمَانَا ** يُمارس بين أعيننا العبادةْ
نلوذُ بهِ ** ونَهربُ من متاعبنا إليهِ
فيَلْقَانَا ** وقد ألغى عنادَهْ ولا يغضب ** إذا ما قيلَ يوماً
بناتُ الشِّعرِ مارسْنَ الولادةْ ** صبغنَ شفاههن بألف لونٍ
وألغينَ الخلاخل والقِلادَةْ ** وارْتَدْنَ الفنادقَ والمقاهِي
ورافقنَ الطبيبَ إلى العيادةْ