كان يلقب الشاعر المخضرم حسان بن ثابت بشاعر الرسول ، ومن أهم قصائده في مدح الرسول هذه القصيدة وكلماتها :
محمد المبعـوث للنـاس رحمـةً ***يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح
لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً ***لداود أو لان الحديـد المصفـح
فإن الصخور الصمَّ لانـت بكفـه *** وإن الحصـا فـي كفـه ليُسَبِّـح
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا *** فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفـح
وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً *** سليمان لا تألو تـروح وتسـرح
فإن الصبا كانـت لنصـر نبينـا *** ورعبُ على شهر به الخصم يكلح
وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت ***له الجن تسعى في رضاه وتكدح
فـإن مفاتيـح الكنـوز بأسرهـا *** أتتـه فـرَدَّ الزاهـد المترجِّـح
وإن كان إبراهيـم أُعطـي خُلـةً *** وموسى بتكليم على الطور يُمنـح
فهذا حبيـب بـل خليـل مكلَّـم *** وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشـرح
وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا *** ويشفع للعاصيـن والنـار تَلْفـح
وبالمقعد الأعلى المقـرَّب نالـه *** عطـاءً لعينيـه أَقـرُّ وأفــرح
وبالرتبة العليـا الوسيلـة دونهـا *** مراتب أرباب المواهـب تَلمـح
ولَهْوَ إلـى الجنـات أولُ داخـلٍ *** له بابهـا قبـل الخلائـق يفتـح.