- الفضول: خوض المرء في ما لا يعنيه.
- الأراجيف: الأخبار الكاذبة.
- تربد: تغير من الغضب وقيل صار كلون الرماد.
- الخرق: نقيض الرفق والخرق، مصدره وصاحبه أخرق.
- حنق: حنق عليه حنقا أي أثقله الغضب.
- رافغ: خصيب، واسع، طيب.
تحليل النص تحليلا أدبيا مسترسلا مستعينا بالأسئلة التّالية:
- تبين بنية المحاورة بين الخليفة والوزير .
- ما الذي ميز أسلوب التوحيدي ولغته في النص؟
- ما غاية التّوحيدي من قلب دوري الشّخصيتين المتحاورتين في مثل هذا المقام التراتبي (وزير، مثقف )؟
- أرصد وجوه التعقل في النص وأبد رأيك فيها.
* ارتباط أدب السلاطين قديما بشروط تفرض الإمتاع الحكائي وظيفة وتقصد الإقناع العقلي غاية فتتستر بثوب الحيوان مع ابن المقفع وبغشاء السمر مع التوحيدي.
* النص نثري جامع بين القص والحجاج مقتطع من مسامرة الليلة الثانية والثلاثين من الجزء الثالث لكتاب الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي.
* وفيه يعمل عقله في قضية العلاقة بين الرعية والراعي ساعيا إلى نصح الوزير وإرشاده بإدراج حكاية المعتضد الخليفة درسا أو عبرة.
- فما هي خصائص القص والحجاج الموظفة في تحويل إمتاع السمر إقناع عقول؟
- ولم تخفى التوحيدي وراء أثواب الحكاية الفلسفية في مناصحة وزيره؟
- ثم على أي مدى يبدو بذلك نازعا إلى العقل في محاجة ابن سعدان؟
التحلــــــــــــيل
المقطع الأول
- اختار التوحيدي في استراتيجية الرد الانصراف عن الرد المباشر إلى مواجهة وزيره من وراء شيخهأبي سليمان مراعاة لشروط المقام واعتبار لخطورة الموضوع المطروح ويؤدي الخبر، في نص المسامرة، وظيفة حجاجية تعليمية : إثناء الوزير عما يهم به دون مواجهته قلت:أيها الوزير حكى لنا أبو سليمان: خبر استوى بناء سرديا:
- الإطار المكاني: دكان تبان بباب الطاق، قصر الخليفة ببغداد، الإطارالزماني: عهد خلافة المعتضد خلال القرن الثالث.
- الشخوص: الخليفة ووزيره، طائفة تخوض في شأن السلطان: من الخاصة والعامة.
- الحدث: قائم على ثنائية الفعل (تفشي خوض الناس في الشأن السياسي) ورد الفعل (غضبة الخليفة واستدعاء الوزير للخبر وظيفة حجاجية أخرجت في لبوس إمتاعي وتتجلى كأفضل ما تكون في الحوار الدائر بين الخليفة ووزيره عبيد اللّه.
المقطع الثّاني:
- ملفوظ الوزير: انقلب عن النصح وهو المطلوب إلى التحريض و إيغار صدر الخليفة باعتماد ضروب من التأثير في لغة الخطاب(الإطناب، الازدواج، السجع): يكشف خطاب الوزير تصورا لسياسة الرعية قائما على الزجر والشدة = موقف الوزير نتاج الانفعال والانسياق وراء مراضاة الخليفة.
- ملفوظ الخليفة: استوى رد الخليفة المعتضد على وزيره جملة من الأفعال: فعل التوبيخ"و اللّه لقد برد. و رقة الديانة ": فعل الوعظ و التعليم" أما تعلم . الصواب ما ذكرت" : الأمر بسياسة الرعية على الوجه الذي يرتضيه يؤدي الحوار وظيفة تعليمية يلقن الوزير السامع داخل حكاية المعتضد و خارجها في مسامرة التوحيدي درس السياسة العملية في تسيير الرعية.
أثر المثقف في سياسة السائس
- موقف أبي حيان من الحاشية ممثلة في وزير المعتضد الذي اندفع دون روية موغرا صدر الخليفة على عامته بحثا عن إرضائه ودعما لهيبته وتمكينا لسلطانه. وهذا الموقف يتبلور في خطاب المعتضد كما تقدم بيانه.
- دور الحاشية دور سلبي من خلال ما أشار به الوزير،يغلب عليه التسرع ومجاراة السلطان في أهوائه.
في علاقة الخبر بموضوع المسامرة:هي علاقة ذات وجهين:
التماثل: يتبين التوازن جليا بين أوضاع نجمت في المسامرة و أوضاع عرضت في الخبر. معايشة الخليفة و ابن سعدان لنفس الأوضاع: خوض العامة في شؤونهما و معاينتهما لنفس الأحوال تشابه اعتزام رد فعل عنيف بين الوزيرين.
التباين: يبدو خطاب المعتضد ردا على مقترح الوزير. هذا التباين ينعرج عنه مسار الحكاية فيما يكسبها التأثير و التشويق
يبرر المقصد الحجاجي الذي أوكل إلى الخبر هذا الانزياح و هذا الإطناب إذ يرد ضمنا على ما يراه ابن سعدان علاجا لخوض العامة في شؤون السلطان. الخبر إذن حجاج غير مباشر يراد منه توجيه السائس إلى صواب المواقف.
أ. المستوى التّأثيريّ:
خطاب التأنيب والتقريع فيه تهيئة نفسية لتقبل خطاب داحض للأطروحة مؤسس لأطروحة بديلة.
ب. المستوى الإقناعي:
لحظة الاستدلال:حرص المعتضد في خطابه الموجه إلى الوزير على:
* إثبات مخالفة رأي الوزير لأحكام الدين والعقل والأخلاق والسياسة : " تستجيز هذا في دينك، عصيت الله بهذا الرأي: دللت على قسوة القلب وقلة الرحمة ويبس الطينة ورقة الديانة، هديك ومروءتك: عقلك وحزمك".
* تذكير الوزير بالمبادئ التي يقوم عليها الحكم وبأصول سياسة الرعية : "الرعية وديعة الله عند سلطانها" الحكم مسؤولية ذات بعد ديني " الله يسائله عنه ولعله لا يسألها عنه". وهذا التذكير يستهدف التعليم أساسا.
* تبصير الوزير بالأسباب الدافعة بالعامة إلى الخوض في شؤون السائس خوضا ينال منه – نزول الظلم والدواهي بها- وبصدور فعل العامة عن عادة سائرة أثبتها كلام العرب المتداول.
* تعريف الوزير بتبعات رأيه واندفاعه : " جهل لا ينفع وعذر به لا يسع".
مقوّمات الحجاج في خطاب المعتضد:
فاعلية الحجاج:
أ. اعتماد حجة السلطة: الاستناد إلى مراجع ذات سلطة ثقافية ووجدانية: الدين أساسا و قد كان في صدارة المحاجة و كذلك الأخلاق.
ب. تنوع الحجج و تكاملها: حجة السلطة (نصية وسياسية تقدم بيانها) / حجة العقل(نظرية) / حجة الواقع تجريبية مستمدة من الخبرة بواقع العامة و دوافع سلوكها).
ج. الجمع بين التأثير النفسي و الإقناع العقلي: خطبة الخليفة المعتضد دروس سياسية تحذر الوزير وتوقظه من غفلة التسرع.
د. تماسك نظام الحجاج:فحجج الدحض هي عين ما أُسّس به للأطروحة البديل وظيفة الخبر الحجاجية:_بالحجاج القائم في الخبر بنى أبو حيان حجاجه في المسامرة و هذا ما يجلوه الخبر:و هو حجة بالمماثلة أو قل هو بمثابة "الحكاية المثلية".
- الحجة المتولدة عنه قياسا: المعتضد السّائس له مرتبة و حضوة باعتباره خليفة فمن الطبيعي أن يكون أمر إبن سعدان الوزير من أمره و أن يحتذي حذوه.
- أبو حيان يحاج الوزير ابن سعدان و أطروحته من وراء الخبر الذي عرضه .
- يبرز الجدل الذي نما على مدى النص ، قضيتين أساسيتين من صميم الشأن السياسي.